غايتنا بلوغ الحكمة و الوصول الى المعرفة الحقيقية

السبت، 27 فبراير 2016

العلم و الإدراك



1                                   العلم والإدراك
يمكن تقسيم العلم إلى البسيط والمركب :
1-  العلم البسيط : إدراك الشيء مع الذهول والغفلة عن ذلك الإدراك ومع الذهول والغفلة عن التصديق .
2-   العلم المركب : إدراك شيء مع الشعور بهذا الإدراك و الشعور والإلتفات بأن المُدَرَك هو ذلك الشيء .
العلم بالحق تعالى وادراكه :
بناءً على ما تقدم من قسمة العلم فأن العلم بالحق تعالى وإدراكه يمكن قسمته الى قسمين 
الأول : الإدراك البسيط للحق (جلّت قدرته) وهو الإدراك للحق مع الذهول والغفلة عن ذلك الإدراك وعن التصديق بأن المُدَرَك هو الحق , وهذا الإدراك يحصل لكل أحدٍ في أصل فطرته .
إن وجود كل شيء هو عبارة عن حقيقة هويته المرتبطة بالحق العليم , فإن الهويات الوجودية من مراتب تجليات ذاته ولمعات جماله وجلاله .
ويتفرع عن ذلك , إن الحكم على الأشياء بالموجودية يتعلق بهوياتها العينية من حيث كونها متعلقة ومرتبطة بالوجود الإلهي , ولا يخفى أن الحكم يحتاج إلى تصوّر وإدراك الموضوع بنفسه أو بوجهه .
ويتفرع عن ذلك أيضاً , أن كل من أدرك شيئاً من الأشياء بأي إدراكٍ كان فقد أدرك الباري وإن غفل عن هذا الإدراك .
وينتج عن ذلك إمكانية إرادة هذا المعنى من قوله تعالى {{ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله .... }} سورة البقرة /اية 115
 لا يخفى على الجميع أن هذا الإدراك البسيط لا يستلزم إدراك الحق بكنه ذاته ومنتهاها وحقيقتها لامتناعه .
الثاني : الإدراك المركّب للحق ( جلّت قدرته) وهو إدراك الحق تعالى مع الإلتفات والشعور بهذا الإدراك وأن المُدَرَك هو الحق تعالى والتصديق بذلك وهو على وجهين :
الوجه الأول : الإدراك بالعلم الإستدلالي وهذا الإدراك يحصل لدى العقلاء والمتفكرين بصفاته تعالى وآثاره , وهو المُناط بالرسالة والتكليف .
الوجه الثاني : الإدراك بالكشف والشهود , وهذا خاص بالأولياء والعرفاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق