إن ذات الحق (
المقدّسة عن الحصر والتقييد بالأمكنة والجهات والأحياز) يمكن لِحاظها بالإضافة والإشراق
والتجلي وتتناسب درجته مع الوعاء الوجودي للممكن فكل ممكن كالإنسان ينال من تجلّي
الذات المقدسة بقدر وعائه الوجودي ويُحرَم من التجلّي بقدر ضعفه وتصوّره وضيقه عن
الإحاطة بهِ لبُعده عن منبع الوجود وهذا البعد لضعف الممكن ولمقارنته للأعدَام
والقوى والمواد وليس البعد لبُخل الحق المقدس فأنه تعالى كريم وإن عظمته ونوره و رحمته
وسعت كل شيء فهو سبحانه في العلو الأعلى من جهة كماله الأقصى وفي الدنو الأدنى من
جهة سِعت رحمته ، فهو العالي في دنوه والداني في علوه ويشهد لهذا القرب والدنو
والسعة والرحمة والإحاطة ما ورد :
عن النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله) : (( لو دليتم بحبل الى الارض السفلى لهبط على الله. ((
عن النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله) : (( لو دليتم بحبل الى الارض السفلى لهبط على الله. ((
الحجب النورية والظلمانيَة :
وتُنسب درجة وقدر إحاطته بنا إلى قدر ودرجة ملاحظتنا له , لأن إحاطته أغزر و أوفر وأشدُّ استغراقاً , فملاحظة الحق تعالى تكون على قدر ما يمكن للمُفاض عليه أن يُلاحظ المفيض (جلّت عظمته) وهذا يعني أن مشاهدته تعالى غير ممكن لأي شيء ممكن وذلك لوجود الحجب وهي :
1- أن الحق محتجب لكمال نوريّته وشدّة ظهوره و قوّة صفائه , فنُمنَع من المشاهدة كما مَنع شدة ظهور الشمس وقوة نورها أبصارنا عن اكتناهها والإحاطةِ بها لأن شدّة نورها حجبها .
2- إن الحق تعالى محتجبٌ عنّا لضعف ذواتنا المجردة النورانية.
3- إن الحق تعالى محتجبٌ عنّا لوجود الحجب الظلمانية للماهية والأعدَام والنقائض والآفات التي تعلّقنا بها.
والنتيجة : أننا يمكن أن نعرف الحق المطلق (جلت عظمته) و نشاهده لكن لا يمكن أن نحيط به علماً ولهذا يرجع معنى قوله تعالى { ..... ولا يحيطون به علماً , وعنّت الوجوه للحي القيوم......} سورة طه /110-111
حجاب التعين والإنيّة :
يحصل الكشف والشهود بترك الإلتفات إلى الذات الممكنة ومتعلقاتها الطبيعية والدنيوية ,والإقبال بكليّة الذات إلى الحق تعالى , ومهما وصل الإقبال والتوجّه إلى درجات عالية وقصوى وحصل الكشف والشهود فإن حجاب التعيين والوجود والإنيّة للممكن كالإنسان يبقى ثابتاً , وبعبارة أخرى أنه مهما حصلت من مجاهدات وتجردات عن الذات فلا يمكن الوصول الى إلغاء هذا الحجاب حقيقةً بحيث يكون الشهود تامّاً , نعم يمكن أن يرتفع حجاب التعيين والإنية عن نظر الإنسان المشاهد فقط وليس حقيقة , وعلى هذا المعنى يمكن أن يوجه معنى البيت المقتطع من المناجاة المنسوبة للحلاج , فيُقال أن الحلاج يدعو الله تعالى للرفع الظاهري عن النظر لحجاب التعيين والإنية لذات الحلاج .
الخطوة الاولى :
والوصول إلى الكشف والمشاهدة لابد من ذكر الله تعالى ومن الأسباب الرئيسية والأساسية في زيادة الذكر ورسوخه هو ذكر الله تعالى عند الطاعة والمعصية ويكون الذكر سبباً لفعل الطاعة وترك المعصية وهكذا نكرر ونداوم إلى أن يستولي المذكور وهو الله تعالى على القلب ويتجلّى ويظهر وينكشف في القلب ، فالذاكر في هذه المرحلة من التجلي يحب الله تعالى حباً شديداً ويغفل عن جميع ما سواه حتى عنه نفسه .
والواصل إلى هذا المقام لا يرى في الوجود إلا الحق تعالى , ويمكن أن يرجع إلى هذا المعنى القول بوحدة الوجود , أي أن الموجود في نظر الفاني هو الحق تعالى لا غيره لأنه تجاوز عن عالم الكثرة وجعله وراء ظهره وغفل عنه .
وقد أشار الشارع المقدس إلى أن ذكر الله تعالى هو الأصل والأساس في عدة موارد منها :
قوله تعالى {ادعو ربكم تضرعا خيفة انه لا يحب المعتدين} سورة الاعراف / اية 55
قوله تعالى {يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا ۞ وسبحوه بكرة واصيلا} سورة الاحزاب /41-42
قوله تعالى {واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين} سورة الاعراف /اية 204
قوله تعالى {... فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم ....} سورة النساء /اية 103
وقد فسر الامام الصادق (عليه السلام) حقيقة الذكر الذي فرضه الله تعالى على خلقه كما ورد عنه (عليه السلام) : { من اشد ما فرض الله على خلقه ذكر الله كثيرا , ثم قال عليه السلام : لا اعني ( سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله اكبر) وان كانت منه لكن ذكر الله عندما احل وحرم ,فإن كان طاعة عمل بها , وان كان معصية تركها}.
اللهم اجعلنا من الذاكرين العرافين
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
وتُنسب درجة وقدر إحاطته بنا إلى قدر ودرجة ملاحظتنا له , لأن إحاطته أغزر و أوفر وأشدُّ استغراقاً , فملاحظة الحق تعالى تكون على قدر ما يمكن للمُفاض عليه أن يُلاحظ المفيض (جلّت عظمته) وهذا يعني أن مشاهدته تعالى غير ممكن لأي شيء ممكن وذلك لوجود الحجب وهي :
1- أن الحق محتجب لكمال نوريّته وشدّة ظهوره و قوّة صفائه , فنُمنَع من المشاهدة كما مَنع شدة ظهور الشمس وقوة نورها أبصارنا عن اكتناهها والإحاطةِ بها لأن شدّة نورها حجبها .
2- إن الحق تعالى محتجبٌ عنّا لضعف ذواتنا المجردة النورانية.
3- إن الحق تعالى محتجبٌ عنّا لوجود الحجب الظلمانية للماهية والأعدَام والنقائض والآفات التي تعلّقنا بها.
والنتيجة : أننا يمكن أن نعرف الحق المطلق (جلت عظمته) و نشاهده لكن لا يمكن أن نحيط به علماً ولهذا يرجع معنى قوله تعالى { ..... ولا يحيطون به علماً , وعنّت الوجوه للحي القيوم......} سورة طه /110-111
حجاب التعين والإنيّة :
يحصل الكشف والشهود بترك الإلتفات إلى الذات الممكنة ومتعلقاتها الطبيعية والدنيوية ,والإقبال بكليّة الذات إلى الحق تعالى , ومهما وصل الإقبال والتوجّه إلى درجات عالية وقصوى وحصل الكشف والشهود فإن حجاب التعيين والوجود والإنيّة للممكن كالإنسان يبقى ثابتاً , وبعبارة أخرى أنه مهما حصلت من مجاهدات وتجردات عن الذات فلا يمكن الوصول الى إلغاء هذا الحجاب حقيقةً بحيث يكون الشهود تامّاً , نعم يمكن أن يرتفع حجاب التعيين والإنية عن نظر الإنسان المشاهد فقط وليس حقيقة , وعلى هذا المعنى يمكن أن يوجه معنى البيت المقتطع من المناجاة المنسوبة للحلاج , فيُقال أن الحلاج يدعو الله تعالى للرفع الظاهري عن النظر لحجاب التعيين والإنية لذات الحلاج .
الخطوة الاولى :
والوصول إلى الكشف والمشاهدة لابد من ذكر الله تعالى ومن الأسباب الرئيسية والأساسية في زيادة الذكر ورسوخه هو ذكر الله تعالى عند الطاعة والمعصية ويكون الذكر سبباً لفعل الطاعة وترك المعصية وهكذا نكرر ونداوم إلى أن يستولي المذكور وهو الله تعالى على القلب ويتجلّى ويظهر وينكشف في القلب ، فالذاكر في هذه المرحلة من التجلي يحب الله تعالى حباً شديداً ويغفل عن جميع ما سواه حتى عنه نفسه .
والواصل إلى هذا المقام لا يرى في الوجود إلا الحق تعالى , ويمكن أن يرجع إلى هذا المعنى القول بوحدة الوجود , أي أن الموجود في نظر الفاني هو الحق تعالى لا غيره لأنه تجاوز عن عالم الكثرة وجعله وراء ظهره وغفل عنه .
وقد أشار الشارع المقدس إلى أن ذكر الله تعالى هو الأصل والأساس في عدة موارد منها :
قوله تعالى {ادعو ربكم تضرعا خيفة انه لا يحب المعتدين} سورة الاعراف / اية 55
قوله تعالى {يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا ۞ وسبحوه بكرة واصيلا} سورة الاحزاب /41-42
قوله تعالى {واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين} سورة الاعراف /اية 204
قوله تعالى {... فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم ....} سورة النساء /اية 103
وقد فسر الامام الصادق (عليه السلام) حقيقة الذكر الذي فرضه الله تعالى على خلقه كما ورد عنه (عليه السلام) : { من اشد ما فرض الله على خلقه ذكر الله كثيرا , ثم قال عليه السلام : لا اعني ( سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله اكبر) وان كانت منه لكن ذكر الله عندما احل وحرم ,فإن كان طاعة عمل بها , وان كان معصية تركها}.
اللهم اجعلنا من الذاكرين العرافين
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين